الشيخ خالد الراشد ||
مات رجل في السبعين من عمره منذ فترة وسألونا هل نصلي عليه أم لا نصلي؟
قلت: ولماذا لا تصلون عليه؟
قالوا: ما سجد لله سجدة من قبل.
مات أحد الشباب في مقتبل العمر.. فلما غسلوه وبدءوا بتغسيله انقلبت بشرته من البياض الشديد إلى السواد الشديد...
خاف المغسلون وخرجوا من مكان التغسيل..
فإذا بالأب في خارج المغتسل يدخن...
قالوا: هل الميت ميتكم؟
قال: نعم..
قالوا: ما خبر هذا؟
قال الأب: لم يكن من المصلين...
قلنا: خذوه أنتم غسلوه وكفنوه ...
وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [النحل:33].
والعكس بالعكس....
مات أحد الأخيار في مقتبل العمر... وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر مسابقاً إلى الصفوف الأولى....
ما تخلف عن الفجر يوماً....
يدعو بالموعظة والذكرى الحسنة....
يقول أحد مشايخنا....
فلما مات كنت أنا الذي غسلته وكفنته،....
فلما بدأنا بتغسيله وبإعداد المسك والكافور....
يقول: والله الذي لا إله إلا هو لقد فاحت رائحة المسك منه قبل أن نضع المسك عليه...
قلت لصاحبي: هل تشم؟
قال: فضل الله يؤتيه من يشاء....
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت:30].
فلما كفناه وذهبنا به إلى المقبرة....
يقول شيخنا: كنت ممن نزل إلى قبره!
تخيل المنظر....
الناس على شفير القبر....
ثم ينزل إليهم الميت....
يقول: والله الذي لا إله إلا هو إنهم أنزلوه فأخذ من بين أيدينا....
وحمل من بين أيدينا، والله ما حملناه، ثم وسّد في التراب، والله ما وسدناه، ثم وجّه إلى القبلة....
والله ما وجهناه....
كشفت عن وجهه فإذا هو يضحك!
يقول الشيخ: والله لولا أني أنا الذي غسلته وكفنته ما كنت أظن أنه قد مات.